بعض ما ذكره ابن إسحاق في هذا الكتاب مما ليس في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فيه ذكر ولا نزل فيه من القرآن شيء، وليس سببا لشيء من هذا الكتاب، ولا تفسيرا له ولا شاهدا عليه، [لما] ذكرت من الاختصار، وأشعارا ذكرها لم أر أحدا من أهل العلم بالشعر يعرفها وأشياء بعضها يشنع الحديث به وبعض يسوء بعض الناس ذكره وبعضا مما لم يقر لنا البكائي بروايته، ومستقص إن شاء تعالى ما سوى ذلك منه بمبلغ الرواية له والعلم به" (?) .

كانت هنالك دوافع وحوافز عدة غير التي ذكرها في مقدمته آنفة الذكر، ساعدت على قيام ابن هشام بتهذيب سيرة ابن إسحاق، إذ كانت هذه الحوافز متمثلة بوجود آليات امتلكها ابن هشام ساعدت على شروعه في هذا الأمر، إذ أشارت المصادر التي ترجمت له أنه كان من المشار إليهم بالبنان في التبحر بعلوم العربية والنحو واللغة، وعلما من أعلامها (?) .

شكلت هذه الأمور مجتمعة نقطة تحول بارزة في كتابة السيرة النبوية واسهاما جادا في تطورها، حتى عدّت السيرة التي كتبها ابن هشام أحد المختصرات الأربعة التي فضلت على أصولها في التراث الإسلامي (?) ، حتى وصفها ابن حجة الحموي (ت 767 هـ) بالقول: " فان السيرة النبوية المنتظمة بتأليف إمام الحفاظ أبي محمد عبد الملك بن هشام حكم بصحتها وقبلت الشهادة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015