ولا ينثني عن مصر في أي حالة ... إلى أهله إلا بملء الحقائب
فبينوا عن الأوطان فهي غنية ... بأبنائها عن كل لاه ولاعب1
بل إننا نرى صالح مجدي في بعض قصائده يهاجم إسماعيل هجومًا عنيفًا، ويذكر استهتاره، وتبديده لأموال الدولة على فجوره ولذائذه الرخيصة، ثم يدعو الشاعر المصريين إلى التنبه واليقظة، بل يحثهم على الثورة، وفي ذلك يقول:
رمى بلادكم في قعر هاوية ... من الديون على مرغوب جوسيار
وأنفق المال لا بخلا ولا كرمًا ... على بغي وقواد وأشرار
والمرء يقنع في الدنيا بواحدة ... من النساء ولم يقنع بمليار
ويكتفي ببناء واحد وله ... تسعون قصرًا بأخشاب وأحجار
فاستيقظوا لا أقال الله عثرتكم ... من غفلة ألبستكم ملبس العار2
كذلك نرى صالح مجدي كأستاذه رفاعة، يتناول بالوصف بعض المخترعات الحديثة التي عرفتها تلك الفترة، ومن ذلك قصيدة في الباخرة، التي سماها "الوابور"3، وأغلب الظن أن افتتاح قناة السويس، وما سار بها من بواخر، كان من أسباب الالتفات إلى مثل هذا الموضوع من مثل هذا الشاعر المستنير ذي الومضات التجديدية.
ويمكن أن يعد كذلك محمود صفوت الساعاتي4، من هؤلاء الشعراء المستنيرين ذوي التقليدية غير الخالصة؛ وذلك أنه بالإضافة إلى شعره الكثير الذي يتحرك في نطاق التقليدية بجانبيها، من ضحل يستخدم كثيرًا من ألوان