على النيل وضوء القمر الوضاح كالطفل
جرى في الضفة الخضراء خلف الماء والظل
تعالى مثله نلهو بلثم الورد والطل
هناك على ربا الوادي لنا مهد من العشب
يلف الصمت روحينا ويشدو بلبل الحب1
فهنا نجد الليل والدجى، والماء والأشجار، والسحب والقمر، والنيل والضفة، والظل والطل، والورد والعشب، والربوة والبلبل؛ وهي من معجم الطبيعة.
ويقول الهمشري من قصيدة عاطفية، جامعًا بين ألفاظ من المعجم الطبيعي، وأخرى من المعجم الروحي:
كنت فجرًا وكنت فيه ضبابا ... شاع في أفقه الوضيء فتاها
وهبطت الحياة شعلة تقديس ... وجئت الحياة أنت إلهًا
أنت لحن مقدس علوي ... قد تهادى من عالم نوراني
سمعت وقعه السماوي روحي ... فأفاقت في معبد الأحزان
أنت عطر مجنح شفقي ... فاوح الروح في خمود الذهول
قد سرى في الخيال طيب شذاه ... من زهور في شاطئ مجهول
أنت ظل مقدس أنت كهف ... طائفي في ربوة الأحلام
غمر الروح في سكينتها السحر ... فتاهت عن عالم الآلام2
فهنا نجد الفجر والضباب، والأفق والضوء، والعطر والشفق، والشذى والزهر، وكلها من معجم الطبيعة، كما نجد الشعلة والتقديس والإله، واللحن