وجه الكنانة ليس يغضب ربكم ... أن تجعلوه كوجهه معبودا
ولوا إليه في الدروس وجوهكم ... وإذا فرغتم فاعبدوه هجودا1
وحين تغذو فكرة الفرعونية الشعور الوطني، وتساندها الكشوف الأثرية، وبخاصة كشف مقبرة توت عنخ آمون؛ نجد الشعر المحافظ يغني الأمجاد الفرعونية، عاكسًا هذا الحماس الملتهب لفكرة الوطنية، التي أصبحت تتكئ على ماض مشرف عريق، ومن هنا نجد لشوقي عددًا غير قليل من القصائد في الآثار المصرية، من بينها أربع قصائد في توت عنخ آمون، وما حوته مقبرته من عجائب، وما أوحى به تاريخه من أمجاد، وما ألهمت قصة آثاره من عظات2. ومن ذلك قوله في إحدى: تلك القصائد مفاخرًا بالفراعين:
مشت بمنارهم في الأرض "روما" ... ومن أنوارهم قبست أثينا
ملوك الدهر بالوادي أقاموا ... على وادي الملوك محجبينا
تعالى الله كان السحر فيهم ... أليسوا للحجارة منطقينا3
كذلك نجد لحافظ قصيدته المشهورة "مصر تتحدث عن نفسها"، تلك القصيدة التي نراه فيها يمجد الفراعنة تمجيدًا نحس معه تفضيلهم على العرب، بل نكاد نشم منه اعتبار العرب غرباء عن مصر كاليونان، وفي تلك القصيدة يقول حافظ على لسان مصر، تحت هذا الحماس الذي كانت تزيده فكرة الفرعونية، وتؤججه الكشوف الأثرية الباهرة:
إن مجدي في الأوليات عريق ... من له مثل أولياتي ومجدي
أنا أم التشريع، قد أخذ الرو ... مان عني الأصول في كل حد
وشدا "بنتئور" فوق ربوعي ... قبل عهد اليونان أو عهد نجد4