كانت أول ظاهرة تتصل بالشعر في تلك الفترة، هي ظاهرة تجمد الاتجاه المحافظ البياني، الذي نشأ في فترة الوعي على يد البارودي، وما زال يقوى حتى سيطر في فترة النضال على يد شوقي1.
ولقد كان من أهم مظاهر هذا الاتجاه في فترة الصراع -التي يساق عنها الحديث- أنه من الناحية الموضوعية لم يضف أي كسب جديد إلى المجالات التي كان يعبر عنها من قبل2، كما أنه من الناحية الفنية لم يصب أي تطور في أسلوبه الذي عرف به فيما سبق3.
أ- من الناحية الموضوعية:
أما من الناحية الموضوعية، فقد ظل هذا الاتجاه يعني في المقام الأول بالأمور العامة، وبخاصة الأمور السياسية والاجتماعية، وإذا كان يلاحظ على تلك الأمور شيء من التغيير، فهو تغيير في شكل تلك الأمور لا في حقيقتها، فكل ما حدث هو نقل الاهتمام من مسألة سياسية إلى أخرى، أو تركيز الاهتمام حول مجال اجتماعي دون آخر، وقد كان ذلك لما طرأ على الحياة السياسية والاجتماعية من تطورات4.