فهو مثلًا يتغزل ببيتين بادئًا كل الكلمات فيها بحرف العين، فيقول:
علي على عينيك عذل عواذلي ... عذاب، عليها عند عاشقها عذب
عذارك عذري، عجب عطفك عدتي ... عيونك عضبي عاد عائبها عضب1
ومثل الشيخ علي الدرويش كثيرون، مثل الشيخ محمد شهاب الدين المصري2، الذي يقول في الوصف، جاعلًا كل همه أن يأتي بكل الكلمات مفرقة، مع ما أمكن من الجناس:
رَاحَ دَنٍ أدَرْتَ أَمْ ذوْبَ وَرْدِ ... رَقَّ إذ دَارَ دُونَ آسٍ وَوَرْدِ
رُبَّ روضٍ أراك دَوْحَ أراكٍ ... دُون أوراقِ وَرْدهِ رَاقَ وِرْدِى
إن ذَوَي زَارَهُ وازن رُوَاهُ ... دَرُّ وَدْقٍ وَرَدَّهُ أيَّ رَدِّ3
وقد كانت بعض نماذج الشعر في تلك الفترة تخلو من الألاعيب والمحسنات، ولكنها تأتي سطحية الفكرة، مهزوزة الصورة فاترة التأثير، ومن ذلك قول الشيخ حسن قويدر4:
يا طالب النصح خذ مني محبرة ... تلقى إليها على الرغم المقاليد
عروسة من بنات الفكر قد كسيت ... ملاحة ولها في الخد توريد
كأنها وهي بالأمثال ناطقة ... طير له في صميم القلب تغريد
احفظ لسانك من لغو ومن غلط ... كل البلاء بهذا العضو مرصود