لقد دعت الحاجة الفنية إلى ظهور لون جديد من الشعر، يحالو القيام بما عجز عنه الاتجاه المحافظ البياني، من تحقيق المثل الشعري الأعلى، الذي يلائم العصر والبيئة، ويتجنب ما تورط فيه الاتجاه المحافظ البياني من مآخذ.
وقد ولد هذا الاتجاه الجديد على يد ثلاثة من الشبان المصريين، اشتركوا في عدة سمات، فهم أولًا من ذوي الثقافة الأدبية الإنجليزية بالإضافة إلى الثقافة العربية، وهم ثانيًا من المفكرين المغلبين كثيرًا لجانب العقل، وهم ثالثًا من الشباب الثائر، المتطلع إلى آفاق عليا وقيم أفضل، وهم آخر الأمر من الطموحين الذين يرون آمالهم أكبر من إمكانيات عصرهم، وظروف معيشتهم.
أما هؤلاء الشبان الثلاثة فهم عبد الرحمن شكري1، وإبراهيم عبد القادر