فما ضاع حق لم ينم عنه أهله ... ولا ناله في العالمين مقصر1

ويقول شوقي عن الشورى والمساواة في همزيته النبوية:

داء الجماعة من أرسطاليس لم ... يوصف له حتى أتيت دواء

فرسمت بعدك للعباد حكومة ... لا سوقة فيها ولا أمراء

الله فوق الخلق فيها وحده ... والناس تحت لوائها أكفاء

والدين يسر والخلافة بيعة ... والأمر شورى والحقوق قضاء2

من أجل المجتمع:

فإذا تركنا ميادين السياسة، وانتقلنا إلى الميادين الأخرى، وجدنا الشعر قد خاض كل معاركها النضالية وأبلى أحسن البلاء، فأسهم في قضايا وحدة المجتمع وإنهاضه وتحريره، وشارك في قضايا التعليم ونشره وتمصيره، كما ساند غير هذه، وتلك من قضايا مصر في ذلك الحين3، فيوم أطلت الفتنة برأسها كالأفعى، تحاول أن تفرق وحدة الأمة حين قتل بطرس غالي، واتخذ الاحتلال وأذنابه من قتل مسيحي بيد مسلم منفذًا لبث سموم التفرقة بين المصريين؛ حينذاك انبرى الشعراء يعملون على تنقية الجو من السموم، ويناضلون من أجل جمع الشمل ووحدة الصف، وفي ذلك يقول علي الغاياتي:

وما أمة القرآن في مصر أمة ... ترى أمة الإنجيل أبغض جيلًا

فإنّا وأنتم إخوة في بلادنا ... أقمنا على دين السلام طويلًا4

ويقول إسماعيل صبري:

دين عيسى فيكم ودين أخيه ... أحمدٍ، يأمراننا بالإخاء

مصر أنتم ونحن، إلا إذا قا ... مت بتفريقنا دواعي الشقاء5

طور بواسطة نورين ميديا © 2015