وإذا قلنا لله علم وللمخلوق علم، فلأن الله قال عن نفسه: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 29] وقال في حق المخلوق: {وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ} [الذاريات: 28]

ولا شك أن علم الله ليس كعلم إسحاق عليه السلام.

ووصف نفسه بالرأفة والرحمة، فقال: {إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 117] وقال في حق الرسول صلى الله عليه وسلم: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128] فليست رحمة الله كرحمة المخلوق، ولا رأفته كرأفة المخلوق.

ووصف نفسه بالسمع والبصر، في غير ما آية من كتابه فقال: {إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [الحج: 75] وقال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] وقال في حق المخلوق: {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [الإنسان: 2] ونحن لا نشك أن كل ما في القرآن حق، فلله سمع وبصر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015