قَالَ الله تَعَالَى: {وقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر (60) ] .
قال البغوي: أي اعبدوني دون غيري، أجبكم، وأثبكم، وأغفر لكم، فلمَّا عَبَّرَ عن العبادة بالدعاء، جعل الإِثابة استجابة، وساق بسنده حديث النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول على المنبر: «إنَّ الدعاء هو العبادة» .
وروى أبو يعلى عن الحسن عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيما يروي عن ربه عزَّ وجلّ قال: «أربع خصال، واحدة منهن لي، وواحدة لك، وواحدة فيما بيني وبينك، وواحدة فيما بينك وبين عبادي.
فأما التي لي: فتعبدني لا تشرك بي شيئًا.
وأما التي لك عليَّ: فما عملت من خير جزيتك به.
وأما التي بيني وبينك: فمنك الدعاء وعليَّ الإِجابة.
وأما التي بينك وبين عبادي: فارض لهم ما ترضى لنفسك» .
وقال تَعَالَى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إنَّهُ لا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ} ... [الأعراف (55) ] .