آياتٍ بَيِّنَاتٍ ... فَذَكَرَ الْحَدِيث إِلَى قَوْلهِ: فقَبَّلا يَدَهُ وَرِجْلَهُ، وقالا: نَشْهَدُ أنَّكَ نَبِيٌّ. رواه الترمذي وغيره بأسانيد صحيحةٍ.

لفظ الحديث عند الترمذي، فقال لهم: «لا تشركوا بالله شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تمشوا ببرئ إلى ذي سلطان ليقتله، ولا تسحروا، ولا تأكلوا الربا، ولا تقذفوا محصنة، ولا تولوا للفرار يوم الزحف، وعليكم خاصةً، أيها اليهود ألا تعدوا في السبت.

قال الطيبي: كان عند اليهود عشر كلمات: تسع منها مشتركة بينهم وبين المسلمين، وواحدة مختصة بهم، فسألوا عن التسع المشتركة، وأضمروا ما كان مختصًا بهم. فأجابهم - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عما سألوه، وعما أضمروه ليكون أدل على معجزاته. انتهى.

وفيه: جواز تقبيل يد الرجل الصالح.

[890] وعن ابن عمر رضي الله عنهما قِصَّة قَالَ فِيهَا: فَدَنَوْنَا مِنَ النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَبَّلْنَا يَدَه. رواه أَبُو داود.

وحاصل القصة أنهم كانوا في سرية ففروا، فأتوا النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وقالوا: نحن الفارون. فقال: «بل أنتم الكارهون» . وفي رواية: فقال: «أنا فئة المسلمين» .

[891] وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قَدِمَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ المَدِينَةَ وَرسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في بَيتِي، فَأتَاهُ فَقَرَعَ البَابَ، فَقَامَ إِلَيْهِ النبيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَجُرُّ ثَوْبَهُ، فَاعْتَنَقَهُ وَقَبَّلَهُ. رواه الترمذي، وقال: (حَدِيثٌ حَسَنٌ) .

في هذا الحديث: استحباب قصد القادم أول قدومه إلى من يعز عليه.

وفيه: جواز الاسئذان بالقرع.

وفيه: استحباب المعانقة والتقبيل للقادم من الأصحاب والأقارب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015