أو لكثرة ما تسعه. وروى أحمد من حديث ابن بسر قال: كان للنبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جفنة لها أربع حلق.

وقوله: (جثًا) أي: قعد على ركبتيه جالسًا على ظهور قدميه.

وفيه: استحباب هذه الجلسة عند ضيق المجلس وأن الأكل من الجوانب مع ذكر الله تعالى سبب لحصول البركة.

108- باب كراهية الأكل متكئاً

[746] عن أَبي جُحَيْفَةَ وَهْبِ بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قَالَ رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لا آكُلُ مُتَّكِئاً» رواه البخاري.

قَالَ الخَطَّابِيُّ: المُتَّكئُ هُنَا: هُوَ الجالِسُ مُعْتَمِداً عَلَى وِطَاءٍ تحته، قَالَ: وأرادَ أنَّهُ لا يَقْعُدُ عَلَى الوِطَاءِ وَالوَسَائِدِ كَفِعْل مَنْ يُريدُ الإكْثَارَ مِنَ الطَّعَام، بل يَقْعُدُ مُسْتَوفِزاً لا مُسْتَوطِئاً، وَيَأكُلُ بُلْغَةً. هَذَا كلامُ الخَطَّابيِّ، وأشارَ غَيْرُهُ إِلَى أنَّ الْمُتَّكِئَ هُوَ المائِلُ عَلَى جَنْبِه، والله أعلم.

كان النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا يأكل متربعًا، ولا على جنب، فأما الأكل متكئًا على جنب فهو فعل أهل الكبر وهو مكروه، والأكل متربعًا جائز.

[747] وعن أنس - رضي الله عنه - قال: رَأَيْتُ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَالِساً مُقْعِياً يَأكُلُ تَمْراً. رواه مسلم.

«المُقْعِي» : هُوَ الَّذِي يُلْصِقُ أَلْيَتَيْهِ بالأرض، وَيَنْصِبُ سَاقَيْهِ.

الإقعاء: هنا الاحتباء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015