وسلم من معناها، وهذا ما وضَّحه الصحابة والتابعون والعلماء، وصحَّحوا للمسلمين الخطأ الذي وقعوا فيه حولها، وصوَّبوا لهم فهمهم لها.
وإذا كان مسلمون من أهل هذا الزمان، يعتبرون هذه الآية رخصةً لهم في القعود عن الواجب، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله، فإننا نقدم هذه الروايات عن السابقين، والتصويبات التي قدَّموها للآخرين في فهمها، هديةً لهؤلاء، ليعرفوا كيف يفهمون القرآن ويتدبَّرون
آياته.
إن هذه الآية أشد آيةٍ في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر -كما نقلنا قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه- وإنها أوكد آية في هذا الموضوع، كما نقلنا قول عبد الله بن المبارك رضي الله عنه.
1 - نفهم من الآية، أنها تطالبنا العمل في مجالين، وتطلب أن يكون هذا العمل على مرحلتين.
تأمرنا بالعمل في المجال الخاص: وهو الإقبال على النفس بالتربية والإصلاح، لتستقيم على الطاعة وتبتعد عن المعصية.
ثم تأمرنا بالعمل في المجال العام، وهو الإقبال على الآخرين، ووعظهم ونصحهم وتذكيرهم بالله، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر.
وتجعل من كل مجال منهما مرحلة: المرحلة الأولى هي العمل في المجال الخاص، مجال التربية والإعداد والتكوين، وأخْذ النفوس بهذا الدين، وإلزامها بتوجيهاته كاملة.
والمرحلة الثانيةُ: هي المبنية على الأولى والمكملة لها: وهي العمل في المجال العام والتوجه إلى الناس، ودعوتهم إلى الله، والقيام بواجب الأمر والنهي بينهم.