ولا يسمح المقام بالكلام المفصل حول هذا.
لكننا نسجل سبقاً فريداً للإمام ابن عباس رضي الله عنهما في الجمع بين الآيات المتقاربة، وإزالة التعارض الموهوم بينها، وإزالة اللبس والإشكال عند بعض الناس حولها.
...
ونختم هذه الروايات التي أوردناها عن تصحيحات الصحابة لمعاني بعض الآيات وتصويباتهم لبعض الأفهام حولها بهذا الحوار العلمي الطريف بين الصحابة حول رؤية الرسول عليه الصلاة والسلام لربِّه: نسجل فيها اختلاف الصحابة في هذه المسألة، وبيان كلٍّ منهم لدليله الذي استدل به لقوله من القرآن، وإبطاله لاستدلال خصمه بالقرآن كذلك.
روى البخاري ومسلم والترمذي عن مسروق بن الأجدع قال: قلت لعائشة: يا أُمَّتاه: هل رأى محمد ربَّه؟ فقالت: لقد قَفَّ شعري مما قلت. أين أنت من ثلاث، من حدثهم فقد كذب:
1 - من حدَّثك أن محمداً رأى ربه فقد كذب. ثم قَرأتْ: {لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}.
و {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً}.