الأمناء على حسن الفهم للقرآن

كل ما ذكرناه سابقاً من العلوم الضرورية للناظر في القرآن، والآداب التي لا بد من مراعاتها لحسن فهمه لآياته، نعترف بأنه لا يحققها ولا يراعيها الجميع، وأن بعض الناظرين في القرآن يدخل عالمه وهو غير مؤهل بما ذكره العلماء وما اشترطوه له، ومن ثم يخرج بنتائج خاطئة، وتفسيرات مرفوضة، ونظرات باطلة.

ويوجد هؤلاء في مختلف فترات التاريخ الإسلامي في القديم والحديث، ولكننا نعترف بأنهم أكثر وجوداً في هذا العصر، الذي تميَّز بإقصاء نظام الإسلام عن واقع الحياة، وتفريغ معاني القرآن من بُعدها الواقعي العملي الحي، وتحويلها إلى معلوماتٍ نظريةٍ باهتة. كما تميز هذا العصر بالضآلة والضحالة والقزامة لدى كثيرين ممن يزعمون العلم والمعرفة والثقافة الإسلامية.

وقد زهد كثيرون في هذا العصر في العلم الشرعي والثقافة الدينية، وأعرضوا عن المنهجية العلمية والأبحاث المركزة والدراسات الجادة والمؤلفات الرصينة، وتحولوا إلى قشورٍ ومظاهر وكتابات، تتَّصف بالسطحية والنظرة التجارية.

وبما أن الذين يدخلون عالم القرآن بدون أهليةٍ موجودون، وبما أن النتائج الخاطئة والتفسيرات الباطلة للآيات تصدر عن هؤلاء، فإن علماء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015