فأقض ذلك مضاجع أصحاب المصالح وأرباب الأهواء والبدع وتعاموا عن الحقيقة حيث بذلوا جهوداً مضنية لطمسها وإلهاء الناس عنها وعن تتبع مصادرها بحثاُ واستقصاء.
ويتضح مثل ذلك في كتابة الباحثين الغربيين والمستشرقين من فرنسيين وإيطاليين وإنجليز وألمان عن الإسلام والمسلمين في شمال إفريقيا على وجه الخصوص وفي كل مكان بوجه عام وخاصة عند تعرضهم لليقظة الفكرية الجديدة في تاريخ الإسلام التي ترتبط دائماً ومن الدراسات المنصفة بقيام السيخ محمد بن عبد الوهاب بدعوته وامتدادها للعالم الإسلامي لأنها جاءت في وقت الظلمة والجهل.
ففي الوقت الذي بدأ المسلمون يعون حقيقة الدعوة السلفية التي جددها الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأعادت للمسلمين يقظة فكرية عقدية في المنهج الإسلامي الصحيح والعقيدة الصافية السليمة لأنها لم تخرج بالإسلام عن نقاوته الأولى حيث سلك في هذا الدرب منحى المصلحين في تاريخ الإسلام المجددين لمنهج السلف الصالح كلما اندثر كابن تيمية أحمد بن عبد الحليم المتوفى بالشام عام 728 هـ وابن قيم الجوزية المتوفى بدمشق عام 751 هـ والشاطبي المتوفى بغرناطة بالأندلس عام 790 هـ والعز بن عبد السلام المتوفى بمصر وغيرهم كثير من علماء السلف.
كما تحدث عن ذلك كثير من العارفين والمفكرين العرب والمسلمين وغيرهم. وقد أورد الأستاذ عبد الله بن سعد بن رويشد في كتابه الإمام محمد بن عبد الوهاب في التاريخ: حدود أربعين رأياً تشيد بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودورها في تحريك اليقظة في نفوس المسلمين في كل مكان من المعمورة (?) .