من فاس على هيئة بديعة من الاحتفال ... وكانت الملوك تعتني بذلك وتختار له أصناف الناس من العلماء والأعيان والتجار والقاضي وشيخ الركب وغير ذلك مما يضاهي ركب مصر والشام وغيرهما فوجد السلطان ولده المذكور في جماعة من علماء المغرب وأعيانه مثل الفقيه العلامة القاضي أبي الفضل بن العباس بن كيران , والفقيه الشريف البركة المولى الأمين بن جعفر الحسني الرتبي , والعلامة الفقيه الشهير أبي عبد الله محمد العربي السواحلي وغيرهم من علماء المغرب (?) إلى أن قال: ولما اجتمع (?) بالشريف المولى إبراهيم أظهر له التعظيم الواجب لأهل البيت الكريم وجلس معه كجلوس أحد أصحابه وحاشيته وكان الذي تولى الكلام عه الفقيه القاضي أبو إسحاق إبراهيم الزداغي فكان من جملة ما قال ابن سعود لهم: إن الناس يزعمون أننا مخالفون للسنة المحمدية فأي شئ رأيتمونا خالفنا من السنة وأي شئ سمعتموه عنا قبل اجتماعكم بنا فقال القاضي: بلغنا أنكم تقولون الاستواء الذاتي المستلزم لجسمية المستوى: فقال لهم: معاذ الله إنما نقول كما قال الإمام مالك: الاستواء معلوم , والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة فهل في هذا مخالفة؟ قالوا: لا. وبمثل هذا نحن أيضاً نقول ثم قال القاضي: وبلغنا أنكم تقولون بعدم حياة النبي صلى الله عليه وسلم وحياة إخوانه من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في قبورهم , فلما سمع ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ارتعد ورفع صوته بالصلاة عليه.

وقال معاذ الله إنما نقول إنه صلى الله عليه وسلم حي في قبره وكذا غيره من الأنبياء حياة فوق حياة الشهداء ثم قال القاضي: وبلغنا أنكم تمنعون من زيارته صلى الله عليه وسلم وزيارة سائر الأموات مع ثبوتها في الصححاح التي لا يمكن إنكارها فقال معاذ الله أن ننكر ما ثبت في شرعنا وهل منعناكم أنتم لما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015