(تأن وَلَا تعجل بلومك صاحبا ... لَعَلَّ لَهُ عذرا وَأَنت تلوم) // من الطَّوِيل //
وَلَئِن كَانَ من حُقُوق مَا استرعى من بِلَاده أَن يتعرف أَخْبَار أَعماله وعماله فَمن حُقُوق السياسة أَن يُرَاعى أَخْبَار مَا تاخمها من بِلَاد وملوك يتَّصل بِهِ خَيرهمْ وشرهم وَيعود عَلَيْهِ نَفعه وضرهم لِأَن الصّلاح وَالْفساد يسريان فِيمَا جاوراه وَرُبمَا روصد فاعتقل بالاهمال وعوجل بالاسترسال فيحم عَلَيْهِ الْأَعْدَاء ويحجم عَنهُ الْأَوْلِيَاء لِأَن للغفلات فرصا ينتهزها المستيقظ من اللاهي ويدركها المتحفظ من الساهي لِأَن الفرصة لمن واثبها بحزمه وسابقها بعزمه فليستدفع بَوَادِر الْغَفْلَة بالاستخبار ويتحذر مِنْهَا بالاستظهار وَلَا يغْفل فيستغفل ويهمل فيستعذر ليحرس ملكه ويحوط رَعيته فَإِنَّهُ لم تطل مُدَّة الْملك إِلَّا لمن يتيقظ ويتحفظ