وبالملك أَشد الْحَاجة إِلَى أَن يتفقد أَربع طَبَقَات لَا يَسْتَغْنِي عَن تفقد أَحْوَالهم بِنَفسِهِ لأَنهم عماد مَمْلَكَته وقواعد دولته ليستكفيهم وَهُوَ على ثِقَة من سدادهم وأمانتهم ويستعملهم بعد علمه بكفايتهم وشهامتهم
فالطبقة الأولى الوزراء
لأَنهم خلفاؤه فِي سُلْطَانه وسفراؤه فِي أعوانه وشركاؤه فِي تَدْبيره وأمناؤه على أسراره
ثمَّ لَهُم مزية الِاسْتِيلَاء والتفويض لِأَن على ألسنتهم تظهر أَقْوَاله وعَلى أَيْديهم تصدر أَفعاله
فَإِذا باشروا عَنهُ الْأُمُور عَاد عَلَيْهِ خَيرهَا وشرها وَكَانَ لَهُ نَفعهَا وضرها وَبَقِي عَلَيْهِ صفوها وكدرها فَإِن أَحْسنُوا نسب إِلَيْهِ إحسانهم وَإِن أساءوا أضيفت إِلَيْهِ مساوئهم فَيصير بإحسانهم مَحْمُودًا وبإساءتهم مذموما وبسدادهم مشكورا وبالتوائهم موتورا يخفي صَلَاحه بفسادهم وَيبْطل عدله بجورهم ويقل خَيره بشرهم مَعَ عظم الضَّرَر الدَّاخِل على مَمْلَكَته