الَّذِي يتوكل على غنائه سُقُوطه سريع
فَإِن اقْترن بِسَبَب يَقْتَضِي ثُبُوت الْملك ثَبت وَإِلَّا فَهُوَ وشيك الزَّوَال سريع الِانْتِقَال
وَاعْلَم أَن الدولة تبتدئ بخشونة الطباع وَشدَّة الْبَطْش لتسرع النُّفُوس إِلَى بذل الطَّاعَة ثمَّ تتوسط باللين والاستقامة لاستقرار الْملك وَحُصُول الدعة ثمَّ تختم بانتشار الْجور وَشدَّة الضعْف لانتقاض الْأَمر وَقلة الحزم
وبحسب هَذِه الْأَحْوَال الثَّلَاثَة يكون مُلُوكهَا فِي الآراء والطباع
وَقد شبه المتقدمون الدولة بالثمرة فَإِنَّهَا تبدو حَسَنَة الملمس مرّة الطّعْم ثمَّ تدْرك فتلين وتستطاب ثمَّ تنضج فَتكون أقرب للْفَسَاد والاستحالة
وكما تبتدأ الدولة بِالْقُوَّةِ وتختم بالضعف كَذَلِك تبتدأ بِالْوَفَاءِ وتختم بالغدر لِأَن الْوَفَاء مشيد والغدر مشرد