وَمِمَّا يجب على الْملك أَن يحفظ نَفسه من الْحَسَد فَإِنَّهُ خلق دني وطبع ردي فَهُوَ فِي عُمُوم النَّاس مَذْمُوم وَفِي أَخْلَاق الْمُلُوك أَذمّ لِأَن قدر الْملك يجل عَن دناءته ومنزلة الْمَحْسُود مستصغرة فِي عظم همته
قَالَ بعض الْحُكَمَاء
حسد الْمُلُوك يخفي بهجة الْملك
وَلَو لم يكن فِي الْحَسَد من الذَّم إِلَّا مَا يُفْضِي إِلَيْهِ من تَفْضِيل الْمَحْسُود لكفى ذَا الْقدر خمولا وَذَا الْفَضِيلَة نقصا فَكيف بأثره إِذا وصم وبضرره إِذا قَصم
قَالَ ابْن المقفع
الْحَسَد والحرص يكثر الذُّنُوب وأصل المهالك أما الْحَسَد فَأهْلك إِبْلِيس وَأما الْحِرْص فَأخْرج آدم من الْجنَّة
وَفِي الْحَسَد نوعا ذمّ يخْتَص أَحدهمَا بِظَاهِرِهِ وَالْآخر بباطنه
فَأَما الْأَخَص بِالظَّاهِرِ فهجنه إِذا عرف وقبحه إِذا وصف لِأَنَّهُ فِي