60 - أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله المعدل، فيما أذن لنا أن نرويه، أن أبا محمد دعلج بن أحمد، أخبرهم قال: حدثنا إبراهيم ابن أبي طالب النيسابوري، قال: ثنا عبد الله بن الجراح، قال: حدثنا سعيد بن عبد الكريم الواسطي، عن أبي نعمان السعدي، عن أبي رجاء العطاردي، عن أنس بن مالك، قال: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى عائشة، رضي الله عنها، فقلت: أسرعي، فإني تركت رسول الله صلى الله عليه يحدثهم بحديث ليلة النصف من شعبان، فقالت: يا أنيس، اجلس حتى أحدثك عن ليلة النصف من شعبان، قالت: كانت ليلة النصف من شعبان ليلتي، قالت: فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى دخل معي في لحاف، قالت: فانتبهت من الليل فلم أجده، قالت: فطفت في حجرات نسائه فلم أجده، قالت: قلت: ذهب إلى جاريته مارية القبطية، قالت: فخرجت فمررت في المسجد، فوقعت رجلي عليه وهو ساجد، وهو يقول: «سَجَدَ لَكَ خَيَالِي وَسَوَادِي، وَآمَنَ بِكَ فُؤَادِي، وَهَذِهِ يَدِيَ الَّتِي جَنَيْتُ بِهَا عَلَى نَفْسِي، فَيَا عَظِيمُ، هَلْ يَغْفِرُ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ إِلا الرَّبُّ الْعَظِيمُ، اغْفِرْ لِيَ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ» قَالَتْ: ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ هَبْ لِي قَلْبًا تَقِيًّا نَقِيًّا مِنَ الشَّرِّ بَرِيًّا، لَا كَافِرًا وَلَا شَقِيًّا» قَالَتْ: ثُمَّ عَادَ فَسَجَدَ فَقَالَ: " أَقُولُ لك كَمَا قَالَ أَخِي دَاوُدُ عليه السلام: أُعَفِّرُ وَجْهِيَ فِي التُّرَابِ لِسَيِّدِي، وَحَقَّ لِوَجْهِ سَيِّدِي أَنْ تُعَفَّرَ الْوُجُوهُ لِوَجْهِهِ " قَالَتْ: ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَنْتَ فِي وَادٍ وَأَنَا فِي وَادٍ، قَالَتْ: فَسَمِعَ حِسَّ قَدَمِي فَدَخَلَ الْحُجْرَةَ، فَقَالَ: «يَا حُمَيْرَاءُ، أَمَا تَدْرِينَ مَا هَذِهِ اللَّيْلَةُ، هَذِهِ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، إِنَّ لِلَّهِ عز وجل فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ عُتَقَاءَ مِنَ النَّارِ بِعَدَدِ شَعْرِ غَنَمِ كَلْبٍ» .
قَالَتْ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، وَمَا بَالُ غَنَمِ كَلْبٍ؟ قَالَ: " لَيْسَ الْيَوْمَ فِي الْعَرَبِ قَوْمٌ أَكْثَرُ غَنَمًا مِنْهُمْ، لا أَقُولُ فِيهِمْ سِتَّةُ نَفَرٍ: مُدْمِنُ خَمْرٍ، وَلَا عَاقُّ وَالِدَيْهِ، وَلَا مُصِرٌّ عَلَى رِبًا أَوْ زِنًا، وَلَا مُصَارِمٌ، وَلَا مُصَوِّرٌ، وَلَا قَتَّاتٌ "