38 - أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر الغزال الشيخ الصالح، قال: ثنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق، قال: ثنا عبيد بن عبد الواحد البزار، قال: ثنا آدم بن أبي إياس، قال: ثنا المسعودي، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: اضطجع النبي صلى الله عليه وسلم على حصير، فأثر في جنبه، فلما استيقظ قال: «ما لي وللدنيا، وما أنا والدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها»

أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عبد الله بن إبراهيم الهاشمي العيسوي، قال: ثنا أبو علي عيسى بن محمد بن أحمد بن عمر بن عبد الملك بن عبد العزيز، المعروف بالطوماري، قال: ثنا الحسين بن فهم، قال: سمعت يحيى بن أكثم، يقول: كان للمأمون وهو أمير إذ ذاك مجلس نظر، فدخل في جملة الناس رجل يهودي، حسن الثوب، حسن الوجه، طيب الرائحة، قال: فتكلم فأحسن الكلام والعبارة، قال: فلما أن تقوض المجلس دعاه المأمون، فقال له: إسرائيلي؟ قال: نعم، قال له: أسلم حتى أفعل بك وأصنع، ووعده، فقال: ديني ودين آبائي، وانصرف، قال: فلما كان بعد سنة جاءنا مسلما، قال: فتكلم على الفقه فأحسن الكلام، فلما أن تقوض المجلس دعاه المأمون، وقال: ألست صاحبنا بالأمس؟ قال له: بلى، قال: فما سبب إسلامك؟ قال: انصرفت من حضرتك، فأحببت أن أمتحن هذه الأديان، وأنا مع ما تراني حسن الخط، فعمدت إلى التوراة، فكتبت ثلاث نسخ، فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها الكنيسة، فاشتريت مني، وعمدت إلى الإنجيل، فكتبت ثلاث نسخ، فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها البيعة فاشتريت مني، وعمدت إلى القرآن، فعملت ثلاث نسخ، وزدت فيها ونقصت، وأدخلتها إلى الوراقين، فتصفحوها، فلما أن وجدوا فيها الزيادة والنقصان رموا بها، فلم يشتروها، فعلمت أن هذا كتاب محفوظ، فكان سبب إسلامي.

قال يحيى بن أكثم: فحججت في تلك السنة، فلقيت سفيان بن عيينة، فذكرت له الحديث، فقال لي: مصداق هذا في كتاب الله عز وجل، قال: قلت: في أي موضع؟ قال: في قول الله عز وجل في التوراة والإنجيل: {بما استحفظوا من كتاب الله} ، فجعل حفظه إليهم فضاع، وقال عز وجل: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} , فحفظه الله علينا فلم يضع آخر المجلس الرابع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015