المبحث الرابع
في آية سورة يونس - عليه السلام:
قال الله تعالى: {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} i.
مطلب: في بيان التسبيح وصلته بما قبله وبما بعده:
لمّا أخبر الله -عزّ وجلّ- عن قول مشركي العربii باتخاذiii الله ولداً نزه ذاته العلية عمّا قالوا فقال: {سُبْحَانَهُ} ، ثم برهن عن ذلك بثلاثة براهين على ما يلي:
- البرهان الأول: قوله تعالى: {هُوَ الْغَنِيُّ} أي الموصوف بالغنى المطلق، ذلك أنّ الإلهية تقتضي الغنى المطلق عن كلّ احتياج إلى مُكمِّل نقص في الذات أو الصفات أو الأفعال. فالله سبحانه وتعالى له الغنى المطلق؛ وأنواع الغنى