وهذا الردّ حاصله وغايته عدم وجود من هو كذلك أصلاً، إذ لو كان لعلمه الله- تعالى - وهو علام الغيوب.

ولا ريب أنّ في الردّ والإنكار عليهم بهذه الصورة تقريعاً لهم وتهكماً بهم وبما يدعونه من المحال الذي لا يكاد يدخل تحت الصحة والإمكان1.

لطيفة: أعيد حرف النفي بعد العاطف في قوله {وَلا فِي الأَرْضِ} وذلك لزيادة التنصيص على النفي وتأكيده2.

مطلب: في بيان موضع التسبيح وغايته:

ومن بعد الردّ على المشركين بما يبطل شركهم وينقض دعواهم وافتراءاتهم وبما يثبت إلاهيته سبحانه ووحدانيته ينزّه الله تعالى ذاته العليّة عمّا يفعله هؤلاء المشركون في عبادتهم مالا يضر ولا ينفع، أو عن شركائهم الذين يعتقدونهم شفعاءهم عند الله3.وتنزيهه تعالى ذاته بعد إثبات حجته وبرهانه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم لهو دليل على شناعة مقالتهم من جهة وعلى عظيم الإنكار عليهم من جهة أخرى. وكما يدلّ على أنّ قضية التوحيد له هي أسّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015