قال ابن عمر رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدليه في حرفته بيده رواه الطبراني عن أيوب عن عتبة. وأخرج مغلطاي عن ابن أبي الدنيا كتاب الخوف باسناده إلى عاصم البصري قال كنت إماماً بمسجد ابن جراد وكان يتردد إلي رجل فسألني يوماً مصحفاً ينظر فيه فأعطيته إياه فخرج وهو يقول فسيكون لي ولهذا المصحف نبأ عظيم واختفى فلم أره بقية اليوم يحضر الصلاة فلما كان الصباح دخلت عليه فوجدته ميتاً والمصحف على صدره فخرجت متفكراً في أي شيء أكفنه وإذا أنا بجماعة من العباد منهم حسان وحبيب وابن واسع ومع كل كفن وحنوط فقالوا أتعرف هنا رجلاً مات فقلت لا أعرف إلا رجلاً غريباً كان يصلي هنا فقالوا أنت أشقى من أن تعرف ثم دخلوا عليه وجعلوا يتنافسون في تجهيزه ثم صلوا عليه ودفنوه ورأيت هذه الحكاية في أنيس الجليس إلا أنه زاد ورأيت المصحف مفتوحاً وأول سطر فيه الله نزل أحسن الحديث الآية.

وفي الحلية عن ابن السماك قال دخلت البصرة على رجل أعرفه فسألته أن يدلني على رجل من العباد فدخلنا على رجل منكس الرأس كثير الصمت لابس الشعر فلم يكلمنا وخرجنا فقال لي أتدخل على ابن العجوز فدخلنا على شخص يشبه الأول وعنده أم له عجوز فقالت لا تذكروا لولدي ناراً ولا جنة فتفجعوني فيه فلما جلنا عنده رفع رأسه فقال أما للعباد موقف يقفون فيه فقلنا بين يدي من خلقهم فشهق شهقة فارق الدنيا.

وفيه قال دخل جماعة على أبي سعيد القطان فقرأ رجل منهم سورة الدخان فلما انتهى إلى قوله أن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين جعل يضرب ويعلو صدره حتى غشي عليه وأصاب صدره فأدماه وجاءت النساء وخرجنا إلى الباب فلما سكنت الغوغاء دخلنا عليه فإذا هو على فراشه يردد الآية حتى قضى عليه.

وحكى مغلطاي عن ابن أبي الدنيا قال كرر ابن خليد قوله عز وجل كل نفس ذائقة الموت فناداه مناد كم تكرر هذه الآية فقد قتلت بها أربعة نفر من الجن لا يرفعون رؤوسهم حتى يموتوا ورأيت في أنيس الجليس القصة وزاد فيه أن رجلاً قصد الحاج فعدل عن الطريق تائهاً أثر نوم فإذا هو في أرض لا يعهد مثلها وإذا بقوم قد أقبلوا إلى ماء هناك فتوضئوا ودعوه إلى الصلاة بهم فصلى وقرأ الآية فخروا إلى الأرض وحركوا فوجدوا أمواتاً وقائل يقول له يا عبد الله أن هؤلاء قوم من الجن قد اعتزلوا ههنا للعبادة وإن الخوف لم يترك فيهم بقية وأنت إن أردت الحاج فامض أمامك فستظفر بأصحابك طلوع الفجر قال الرجل فكان كذلك.

وعنه عن محمد بن صالح قال خرجنا ومعنا قارىء يقرأ فسمعته امرأة من أهل البصرة على سطح فاضطربت حتى غشي عليها واحتملت إلى بيتها فلم نبرح حتى قضت نحبها وكان لها مشهد عظيم.

وعن محمد عن منصور بن عمار قال مررنا في جوف الليل فإذا بشاب قائم يصلي وهو يقول في مناجاته إلهي ما أردت بمعصيتي مخالفتك ولقد عصيتك إذ عصيتك وما أنا بناكلك جاهل ولكن خطيئة عرضت وأعانني عليها شقائي وغرني سترك المرخي وقد عصيتك بجهدي وخالفتك بجهلي فالآن من عذابك من يستنقذني وبحبل من أتصل إن أنت قطعت حبلك مني واشباباه واشباباه فلما فرغ تلوت آية من كتاب الله وهي فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا الآية فسمعت دكدكة وانقطع الصوت فلما أصبحنا رجعنا على الأثر وإذا بجنازة وعجوز قد أخذ منها الكبر فسألناها فقالت مر قارىء بولدي فقرأ آية فتفرطت مرارته ومات.

وعنه من طريق آخر الحكاية زاد فيها بعد قوله إن قطعت حبلك عني واسوأتاه إذا قيل للمخففين جوزوا وللمثقلين حطوا فيا ليت شعري أمع المثقلين نحط أو مع المخفين نجوز ويحي كلما طال عمري كثرت ذنوبي ويحي كلما كبر سني كبرت خطاياي فيا ويلي كم أتوب وكم أعود ولا استحي من ربي قال منصور فلما سمعت كلام الشاب وضعت فمي على باب داره وقرأت الآية المذكورة وعلمت الباب فلما رجعت الحكاية إلا أنه ذكر عن العجوز أن الشاب كان يصنع الخوص ويبيعه ويقسمه بين القوت والصدقة وشراء الخوص.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015