قال سهل: " من طعن فى الحركة يعنى فى السعى والكسب فقد طعن فى السنة، من طعن فى التوكل فقد طعن فى الإيمان"، فالتوكل حال النبى - صلى الله عليه وسلم - والكسبُ سنته فمن عمل على حاله فلا يتركن سننه.
وقيل: " عدم الأخذ بالأسباب طعن فى التشريع، والاعتقاد فى الأسباب طعن فى التوحيد ".
والأعمال التى يعملها العبد ثلاثة أقسام:
القسم الأول: الطاعات التى أمر الله بها عباده، وجعلها سبباً للنجاة من النار ودخول الجنة، فهذا لابد من فعله، مع التوكل على الله عز وجل فيه، والاستعانة به عليه، فإنه لاحول ولا قوة إلا به، وما شاء سبحانه كان ومالم يشأ لم يكن، فمن قصّر فى شىء مما وجب عليه من ذلك استحق العقوبة فى الدنيا والآخرة شرعاً وقدراً.
قال يوسف بن أسباط: " قال اعملْ عملَ رجل لاينجيه إلا عَمَلُه، وتوكل توكل رجل لايصيبه إلا ما كُتب له ".
القسم الثانى: ما أجرى الله العادة به فى الدنيا وأمر عباده بتعاطيه كالأكل عند الجوع، والشرب عند العطش، والإستظلال من الحر، والتدفؤ من البرد، ونحو ذلك، فهذا أيضاً واجب على المرء تعاطى أسبابه ومن قصّر فيه حتى تضرر بتركه - مع القدرة على استعماله - فهو مفرط يستحق العقوبة.
القسم الثالث: ما أجرى الله العادة به فى الدنيا فى الأعم الأغلب، وقد يخرق العادة فى ذلك لمن شاء من عباده وهى أنواع: كالأدوية مثلاً وقا اختلف العلماء: هل الأفضل لمن أصابه المرض التداوى أم تركه لمن حقق التوكل على الله؟