تزكيه النفوس (صفحة 82)

قبل الشروع فى الطاعة، وذلك بتصحيح النية، والإخلاص فى الطاعة، وحين الشروع فى الطاعة، وذلك بالصبر على دواعى التقصير والتفريط، واستصحاب النية ولا يعطله قيام الجوارح بالعبودية عن حضور قلبه بين يديه سبحانه.

والثالثة بعد الفراغ من الطاعة، وذلك بالصبر على ما يبطلها، فليس الشأن فى الإتيان بالطاعة، وإنما الشأن فى حفظها مما يبطلها، فيصبر عن رؤيتها والعجب بها والتكبر، وكذلك يصبر عن نقلها من ديوان السر إلى ديوان العلانية، فإن العبد يعمل العمل سراً بينه وبين الله سبحانه، فيكتب فى ديوان السر، فإن تحدث به نقل من ديوان السر إلى ديوان العلانية، فلا يظن أن بساط الصبر انطوى بالفراغ من العمل.

أما الصبر عن المعاصى فأمره ظاهر، وأعظم ما يعين عليه قطع المألوفات، ومفارقة الأعوان عليه فى المجالسة والمحادثة.

القسم الثانى:

مالا يدخل تحت الإختيار، وليس للعبد حيلة فى دفعه كالمصائب، وهى إما أن تكون مما لا صنع لآدمى فيه كالموت والمرض والثانى: ما أصابه من جهة آدمى كالسب والضرب.

فالنوع الأول: للعبد فيه أربعة مقامات: مقام العجز، وهو الجزع والشكوى , والثانى: مقام الصبر، والثالث: مقام الرضى، والرابع: مقام الشكر وهو بأن يشهد البلية نعمة فيشكر المبتلى عليها.

وما أصابه من جهة الناس فله فيه هذه المقامات مضافاً إليها أربعة أخر: الأول: مقام العفو، والثانى: مقام سلامة الصدر من إرادة التشفى، الثالث: مقام القدر، والرابع: مقام الإحسان إلى المسىء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015