أو سمعته أذناه، ماذا أردت بهذا، ولم فعلتُه؟ ولمن فعلته، وعلى أى وجه فعلته، ويعلم أنه لابد أن ينشر لكل حركة وكلمة ديوانان: لمن فعلته؟ وكيف فعلتَه؟ فالأول: سؤال عن الإخلاص، والثانى: سؤال عن المتابعة، قال الله تعالى: {ليسأل الصادقين عن صدقهم} (الأحزاب: من الآية 8).
فإذا سئُل الصادقون عن صدقهم، وحوسبوا على صدقهم، فما الظن بالكاذبين.
1 - الاطلاع على عيوب نفسه: ومن لم يطلع على عيوب نفسه لم يمكنه إزالتها، قال يونس بن عبيد: " إنى لأجد مائة خصلة من خصال الخير ما أعلم أن فى نفسى منها واحدة ".
وقال محمد بن واسع: لو كان للذنوب ريحٌ ما قدر أحد أن يجلس إلىّ.
وعن أبى الدرداء قال: " لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس فى جنب الله، ثم يرجع إلى نفسه فيكون أشد لها مقتاً ".
3 - أن يعرف حق الله تعالى عليه، فإن ذلك يورثه مقت نفسه، والإزراء عليها ويخلصه من العجب ورؤية العمل، ويفتح له باب الخضوع والذل والإنكسار بين يدى ربه، واليأس من نفسه، وأن النجاة لا تحصل له إلا بعفو الله ومغفرته ورحمته، فإن من حقه أن يطاع فلا يعصى وأن يذكر فلا يُنسى وأن يُشكر فلا يُكفر.