فيستفيد منك، ولا يعرف نفسه فيضعفها فى منزلتها، بل إذا تكلم فكلامه كالعصى تنزل على قلوب السامعين مع إعجابه بكلامه وفرحه به، فهو يُحدث من فيه كلما تحدث ويظن أنه مسك يطيب به المجلس، وإذا سكت فأثقل من نصف الرحا العظيمة التى لا يطاق حملها ولا جرها على الأرض.
وبالجملة فمخالطة كل مخالف حمى للروح فعرضية ولازمة، ومن نكد الدنيا على العبد أن يبتلى بواحد من هذا الضرب وليس له بد من معاشرته، فليعاشره بالمعروف ويعطيه ظاهره ويبخل عليه بباطنه حتى يجعل الله له من أمره فرَجاً، ومخرجاً.
القسم الرابع: من مخالطته الهلك كله، فهى بمنزلة أكل السم، فإذا اتفق لآكله ترياق وإلا فأحسن الله العزاء، وما أكثر هذا الضرب فى الناس - لأكثرهم الله - وهم أهل البدع والضلالة، الصادون عن سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، الداعون إلى خلافها، فيجعلون السنة بدعة والبدعة سنة، وهذا الضرب لاينبغى للعاقل أن يجالسهم أو يخالطهم، وإن فعل فإما الموت لقلبه أو المرض.
نسأل الله لنا ولهم العافية والرحمة.