المؤلف، ولما كان الكتاب من أول ما كتبته مع قلة المراجع وقلة العلم والخبرة اشتمل الكتاب على بعض الأحاديث الضعيفة فأردت أن أبرىء ساحتى من هذه الأحاديث وأن أتعامل معها كما تعاملت مع " البحر الرائق" و " مختصر بغية الإنسان" وغيرهما من حذف الضعيف وإعادة تحقيق الكتاب وتجهيزه لطبعة اقتصادية، وتسهيل الحصول عليه لإخواننا من المبتدئين فى طلب العلم.
وزدت فى هذه الطبعة بعض الزيادات واستبدلت بعض الأحاديث الضعيفة بأحاديث صحيحة وربما استبدلت بعض الصحيح الذى ليس فى الصحيحين بما يغنى عنه من أحاديث الصحيحين ولا شك أن مؤلف الكتاب أولى بتحقيقه والناظر فى الجهد المبذول سوف يجد بإذن الله تعالى فائدة جديدة، وكم من كتاب حققه أكثر من محقق واستفاد الناس من مجهود كل محقق، وقد حافظت على اسم الكتاب دفعاً للتدليس وحتى لايشتريه أحد وهو يملكه ظناً منه أنه مصنف جديد.
أما عن موضوع الكتاب فهو كتاب مختصر عن تزكية النفوس، ويقصد بتزكية النفوس تطهيرها وتطييبها، حتى تستجيب لربها وتفلح فى دنياها وآخرتها كما قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} (الشمس: 9 - 10).
وهى دعوة النبى - صلى الله عليه وسلم -: (اللهم آت نفسى تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها) (?).
فيبدأ الكتاب بمعرفة ما يقبل به العلم من شرطى الإخلاص والمتابعة ثم فضل العلم والعلماء، ثم بيان أحوال القلوب وأقسامها وعلامات مرضها وسقمها، وأسباب صحتها وأسباب سقمها فإن الناس لا يحتاجون إلى الوصية