قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار} (التحريم: من الآية 8)
والنصحُ فى التوبة: هو تخليصها من كل غش ونقص وفساد، قال الحسن البصرى: " هى أن يكون العبد نادماً على مامضى مجمعاً على أن لايعود فيه "
وقال الكلبى: " أن يستغفر باللسان ويندم بالقلب ويمسك بالبدن " وقال سعيد بن المسيب: " توبة نصوحاً تنصحون بها أنفسكم " قال ابنُ القيّم: " النصح فى التوبة يتضمن ثلاثة أشياء ":
الأول: تعميم الذنوب واستغراقها بها بحيث لا تدع ذنبا إلا تناولته.
الثانى: اجماع العزم والصدق بكلتيه عليها بحيث لايبقى عنده تردد لا تلّوم ولا انتظار بل يجمع عليها كل إرادته عزيمته مبادراً بها.
الثالث: تخليصها من الشوائب والعلل القادحة فى أخلاصها ووقوعها لمحض الخوف من الله وخشيته والرغبة فيما لديه والرهبة مما عنده لا كمن يتوب لحفظ حاجته وحرمته ومنصبه ورياسته أو لحفظ وقته وماله أو استدعاء حمد الناس أوالهرب من ذمهم أولئلا يتسلط عليه السفهاء أو لقضاء نهمته من الدنيا أو لإفلاسه وعجزه ونحو ذلك من العلل التى تقدح فى صحتها وخلوصها لله عز وجل.