قال الإمام الحافظ رضي الله تعالى عنه، قد ذكر ما في هذه الحروف من التراجم التي قبلها من أسماء الرواة عن مالك للفقه والأثر من الأكابر والمشائخ قبله وبعده ومعه، ومشاهير الرواة نيفاً على ألف اسم وتركنا كثيراً ممن لم يشتهر بذلك أو من جهل ولم يعرف من هو أو لم يذكر له عنه رواية إلا حكاية حالة أو وصف قصة، أو ذكر في رواية ولم تصح روايته عنه عند أهل المعرفة بالأثر ولاحظنا ذلك من كتابنا الآخر الجامع لجمهرة رواته الذين قدمنا ذكرهم واقتصرنا فيه على مجرد أسمائهم والتعريف بهم، دون التعرض لما رووه عنه، ولا شيء من أخبارهم إذ أخبار الفقهاء منهم تأتي مستوعبة مبسوطة بعد هذا الجزء إن شاء الله تعالى، وغيرهم ليس من غرضنا في هذا التأليف فلم نشتغل به، فنخرج عن أسلوبه ونخالف مقتضى تبويبه والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) .
تم الجزء الثاني من المدارك والحمد لله على ذلك.