لو كان يُبقي الموت حبراً عالماً ... لوقى الحمام أبا علي واق
وموقر لبس المشيب جلالة ... بحر لباغي العرف عذب مذاق
أبقيت في الدنيا مآثر جمّة ... تتلى على الأيام وهي بواق
وفيه أيضاً يقول ابن الخياط الضرير الشاعر لما وليَ القضاء في دولة العلويين:
حسنت بحسونٍ خلافة هاشم ... قاض تخيره الخليفة فاتقى
حسنت به الدنيا وأصبح عدله ... في المغرب الأقصى فأضحى مشرقا
وفيه يقول أيضاً:
يا هادي الضلال نهج طريقه ... وموفّي الإسلام كنه حقوقه
وإمام علم الدين والعدل الذي ... سواه بين عدوه وصديقه
وُفّقت فاستقضيت أنك واحد ... وجدوا صلاح الكل في توفيقه
المعروف بالمشارقي من أهل طليطلة وذوي العلم والفهم موصوفاً بورع بها، لقي شيوخها وشيوخ قرطبة وسمع منهم. حدث عن القاضي يونس وابن عتاب وأبي لأصبغ القرشي وابن القطان، ومن أهل طليطلة: عن أبي بكر ابن الرحوي، وأبي محمد ابن ادريس وابن أرفع رأسه. حدث عنه القاضي ابن سهل، وأبو الحسن ابن المشاط حاكم الجزيرة الخضراء، وأبو القاسم بن عفيف. وكان يكتب لابن الحديدي، ذكر أنه جلس معه أخ له يوماً فرأى حال ابن الحديدي ورئاسته وسعة حاله. فقال له أخوه: أين كنا إذ فرقت هذه الأموال؟ فسكت عنه، فلما خرجا مر به على ربط الجذمى فلما أوقفه