قال أبو عبد الله بن الحصار، كان من أهل الخير والفضل والصلاح، والتقدم في الفهم والأمانة في العلم. فقيه مشاور من بيت طهارة، واستقامة وهدي، رحل مع أبيه فحجا، وسمع من رجال المشرق. وقال ابن حيان: كان فقيهاً فاضلاً، خيراً ورعاً، مقتدياً بالسلف، وقلده هشام المؤيد خطة الردّ بقرطبة. فجاءته الولاية يوم وفاته وكان موصوفاً ببر والدته، حتى أنه أسخط أباه بإرضائها. لما وكلته بمخاصمته في حقوق ادعتها قبله - أيام فارقها - فرأيت في كتاب الإمام أبي بكر الطرطوشي: حكى لنا أستاذنا أبو الوليد الباجي، أن امرأة وكلت ولدها على زوجها في طلب مال لها عنده، فأبى. فاستشار الفقهاء بقرطبة. فأشار بعضهم أن يطيع أمه. فيتوكل لها عليه، مراعاة بأن مبرة الأم آكد للحديث الوارد في ذلك. فلعل هذه الحكاية التي حكاها أبو الوليد، هي في قصة أبي القاسم هذا، أو غيره، فالله أعلم.