بنعشه الى منزله فقام بأمره. وكان من عجيب الاتفاق أن ابن وافد كان أودع عند هذا الصالح كفنه وحنوطه وقارورة من ماء زمزم لجهازه. فتم مراده. وعدت من كراماته. وجاء بنعشه فصلى عليه في طائفة من العامة عند باب الجامع ثم ساروا به فواروه. وامتنع من يعرف ممن شهد الجامع من الصلاة تقيه. وكانت مدة عمله للقضاء في الكرتين والمصرتين عشرين شهراً.
الطبيب المشهور المعترف بإمامته في علمه وصحة نظره ومنفعته بحرفته وله في هذا العلم تأليف مشهور منتفع به.
من مشاهير علماء القرطبيين وجلتهم وفضلائهم وكان الغالب عليه الحديث، سمع ابن الأحمر وأبا عيسى وطبقتهما، وبعدهم أبا عبد الله بن مهدي حدث عنه حاتم الطرابلسي.