إن تركها رأساً فهو يصير كأحد العوام الجهلة. وشاهدنا بعض من كان كذلك. وإن شرع في تعليمها بدون سبق تعلمها فلا يتيسر له ذلك، ولا يخلص درسه عن تعمد الكذب، والطالب البصير يكون له درسان في كل حين: درس من العلوم الشرعية. ودرس من العلوم الآلية.

ويعظم الأول ويهتم به فوق تعظيمه الثاني والاهتمام به.

ولقد صادفنا من الطلبة من عكس هذا، فلو سألته عن درسه، لا يذكر إلا درسه الآلي، وقد يذكر درسه الشرعي بعد ذكر الشيء الحقير، وما ذلك إلا لجهلهم بحقيقة مقاصدهم. ثم إن ذلك أمارة عدم فلاحهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015