والعظماء، من الناس، فمن يحاكم بقية الناس؟
يا سمير ... إن محكمة التاريخ محكمة خاصة.
ونسأل الملاحدة: هل يشعر العظماء - الذين يحاكمهم التاريخ على جرائمهم، وتلعنهم الأجيال بعد موتهم؟ هل يشعرون بهذه اللعنة؟
إن قال الماديون: إنهم لا يشعرون - لأنهم أموات - قلنا لهم إذن ما قيمة هذا الحكم عليهم وهم أموات؟
سمير: ربما يقولون إنهم يشعرون بمدح الأجيال، أو بلعنهم.
عارف: (يضحك ويقول) إن قالوا: إن الإنسان بعد موته يشعر بمدح الأجيال، أو بلعنتها، قلنا لهم: إذن اتفقتم معنا بأن بعد الموت نعيماً أو شقاء.
يا سمير إن فكرة الآخرة ونعيمها، وما فيها من عذاب لم تكتمل في أي عقيدة كما اكتملت في العقيدة الإسلامية.
فالإسلام لم يكتف بإقناع العقل بها إقناعاً فلسفياً.
بل جعلها بمثابة الحَكَم في حياة المسلم. ورقيبه الدائم على تصرفاته.
اقرأ القرآن يا سمير فسترى أن كل جزئية في الاعتقاد، أو العبادات، أو المعاملات، أو الأخلاق.