أحمد بن أبي الضياف بن عمر بن أحمد العوني أصله من قبيلة أولاد عون بسليانة، المولود بتونس العاصمة، الفقيه الأديب السياسي المؤرخ.
تلقى تعليمه الابتدائي بزاوية ابن ملوكة خارج باب الفرجاني على شيخه محمد بن صالح بن ملوكة وبعد اجتيازه بسرعة مرحلة التعليم الابتدائي دخل جامع الزيتونة، كما تابع دروسه بجامع صاحب الطابع، ومن شيوخه إبراهيم الرياحي، وأحمد الأبي، ومحمد بن الخوجة، وإسماعيل التميمي، ومحمد بيرم الثالث، ومحمد بن ملوكة، ومحمد البحري بن عبد الستار، وعبد الرحمن الكامل، وغيرهم.
وكان يميل إلى الأدب منذ عهد الطلب يجتمع في أوقات الفراغ مع بعض زملائه لدراسة الكتب الأدبية. ولما استكمل تحصيله تولى خطة العدالة (التوثيق) وله من العمر نحو 18 ثماني عشرة سنة في غرة شوال /1237 جوان 1822، ثم التحق بديوان الإنشاء على عهد حسين باي الثاني في أوائل شوال /1242 أواخر أفريل 1827 على كره من والده، ابتدأ مهمته كاتبا للوزير شاكير صاحب الطابع، وفي نهاية عهد المشير أحمد باي أصبح كاهية باش كاتب.
وفي عهد حسين باي سرت اشاعة أن الدولة العثمانية تريد احتلال تونس من أجل تعاونها مع فرنسا ضد الجزائر فهاج الباي ورأى هو والحاشية المحيطة به إرسال وفد إلى استانبول لتبرير الموقف، فوقع تكليف صاحب الترجمة بهذه المهمة، ومعه رسالة خاصة إلى وزير الحرب ورسالة إلى قائد