لاح وجه الزمان بالبشر يبدو … وبدا الشعر في سما الأفكار
قم بنا نجتني من الروض زهرا … طيبا شابه ندى الأسحار
في رياض تدبجت فرباها … قد تحلت بحلة الأزهار
ونسيم الصبا تضوّع حتى … كاد عنا ينم بالأسرار
وتغنّت حمائم الدوح فيها … بحوار غنت على الأوتار
فهي تشدو وتستبي بشداها … العاشقين استبى أبي دينار
شاعر العصر من تشد إليه … عزمات المطي بالتسيار
ناظم جوهر المعاني عقودا … في نحور كواعب الأبكار
بحجى يبهر العقول إذا ما … قدحته ثواقب الأنظار
فهو قطب بذا الزمان عليه … فلك المجد دائر كسوار
فخرت تونس به ولها الفخ … ر وناهيك من علا وفخار
أصبحت تزدهي به وتباهي … ما سواها من سائر الأمصار
يا فريد الزمان أصبحت فيها … علما مفردا بغير ممار
من يجاريك في القريض إذا ما … جال أهل القريض في مضمار
من تصدى أو رام يحكي نظاما … صغته عاد خاسئ الأفكار
غصت في لجة القوافي فاستخ … رجت منه نفائس الأشعار
صغت منه قوافيا لو رآها … من مضى قال هذه من نضار
لحت بدرا بتونس مستنيرا … في سما العلو والافتخار
دمت في نعمة وطيب زمان … وسرور وغبطة ويسار
ما شدا الورق في الصباح وقامت … خطبا في منابر الأشجار (?)
1) تخلص ذوي المودة والصفا بختم أواخر الشفا وهو كتابه على أواخر كتاب الشفا ذكره في كتابه الأدبي «هداية المتعلم».