حسين خوجة بن علي بن سليمان الحنفي، رئيس ديوان الانشاء بالحاضرة التونسية، وترجمان الدولة الحسينية ومؤرخها.
أخذ عن الشيخ محمد زيتونة المنستيري، والشيخ مصطفى بن عبد الكريم، والشيخ محمود مهتار الحنفي ختم عليه كتاب «نور الإيضاح» في الفقه، والشيخ علي الصوفي قال: «كنت تتلمذت عليه ولازمته مدة من الزمان، فخصني وأكرمني وأعزّني وأحظاني ولطالما أفادني في الطريقة، وأرشدني في الحقيقة، وكلما أشار عليّ من ارشاداته شاهدت نفعه ونلت بركته»، كما أخذ عن الشيخ علي عزّوز الصوفي.
كانت رحلته الأولى إلى الشرق لاداء فريضة الحج سنة 1111/ 1700 في أواخر الدولة المرادية التي كانت في حالة احتضار مؤذن بزوالها من الوجود، وبعد أداء فريضة الحج أقام بمصر مدة طويلة، وكان موجودا بالاسكندرية سنة 1114/ 1703 حيث لقي بها شيخه محمد زيتونة، وسافر مرة ثانية إلى المشرق وحج، وهذه الرحلة الثانية تعرض لها بتوسع في تاريخه «ذيل بشائر أهل الإيمان» وكانت في سنة 1125/ 1714 وكان خروجه من تونس إلى القيروان عن طريق البر، ثم من القيروان إلى المنستير، ومنها ركب البحر إلى الاسكندرية، ثم سافر إلى البحر الأحمر، وركب منه إلى رابغ، وزار المدينة المنورة، ثم قصد مكة المكرمة، واجتمع فيها بشيخه محمد زيتونة الذي كان مجاورا بمكة منذ حجته الثانية 1124 هـ قال: «وبعد إتمام الحج وقضاء التفث والعج والثج، اتخذته إمامي وملكته زمامي، فأخذ يدور بي