إبراهيم بن علي بن تميم الحصري (?) الأنصاري القيرواني، أبو إسحاق، الأديب الشاعر، الناقد.
ولد بالقيروان، ونشأ بها، وأخذ عن علمائها، ودرّس بالقيروان، قال ابن رشيق في كتابه «نموذج الزمان»: «كان أبو إسحاق الحصري قد نشأ على الوراقة والنسخ لجودة خطه، وكان منزله لزيق جامع مدينة القيروان، فكان الجامع بيته وخزانته وفيه اجتماع الناس اليه ومعه، ونظر في النحو والعروض، ولزمه شبان القيروان وأخذ في تأليف الأخبار، وصنعة الأشعار مما يقرب في قلوبهم فرأس عندهم وشرف لديهم، وصلت تأليفاته صقلية وغيرها، وانثالت الصلات عليه».
وقال ابن رشيق أيضا عن شعره ومبله فيه إلى بعض المحسّنات البديعية اقتداء بأبي تمام: «وكان شاعرا نقادا عالما بتنزيل الكلام وتفصيل النظام، يحب المجانسة والمطابقة، ويرغب في الاستعارة تشبها بأبي تمام في أشعاره، وتتبعا لآثاره وعنده من الطبع ما لو أرسله على سجيته لجرى جري الماء، ورق رقة الهواء» رام كتابة تأليف في طبقات الشعراء من معاصريه مرتبا على الأعمار، قال ابن رشيق: «وقد كان أخذ في عمل طبقات الشعراء على رتب الأسنان، وكنت أصغر القوم سنا فصنعت: