العباس بن عيسى بن محمد بن عيسى بن العباس الممسي (?)، أبو الفضل، الفقيه، الزاهد.
سمع من موسى القطان، وجبلة بن حمود، وغيرهما، خرج إلى الحج سنة 318/ 931 فأقام عامه ذلك بمصر، وسمع في حجته تلك حديثا كثيرا، فسمع بمصر من أحمد بن جعفر الحضرمي، وأبي عبد الله الجيزي، وأبي بكر بن مروان المالكي، والذهلي، وابن عبد الوارث، وأبي الحسن بن سوادة وأبي الحسين بن المتتاب بمكة، وغيرهم.
أخذ عنه ابن أبي زيد، وكان يتشبه به، ومحمد بن حارث، وأبو بكر الزويلي وأبو الحسن بن الحلاف قال ابن حارث: ولما انصرف من رحلته لزم الانقباض من النسك، فكانت تلك حالته إلى سنة قيام مخلد بن كيداد أبي يزيد على بني عبيد، فخرج معه علماء القيروان، فكان ممن خرج، فمات - رحمه الله - بباب المهدية (أي بالوادي المالح قرب المهدية) كان أهل السنة بالقيروان في أيام بني عبيد في حالة شديدة من الاهتضام والتستر كأنهم ذمة تجري عليهم في كثير من الأيام محن شديدة، ولما أظهر بنو عبيد أمرهم، ونصبوا حسينا الأعمى الصبي المكوكب في الأسواق للسب بأسجاع لقنها، يوصل منها إلى سب النبي صلّى الله عليه وسلم في ألفاظ حفظها كقوله: العنوا الغار وما حوى، والكساء