وعاش مدة عام ونصف عيش اللاجئين القانعين ليس له من المورد إلاّ 50 فرنكا يتقاضاها شهريا من جريدة «النجاح» مقابل تحرير مقالات عن السياسة الخارجية كان يمضيها «الخبير» وما اتصل به من الحزب وهو لا يعدو 920 فرنكا.

وزاره السادة من آل المنستيري، الطاهر والصادق ومحمد المنصف وعرض عليه الطاهر والصادق المنستيري اقتراحا يتمثل في تقديم رأسمال له يبلغ الستين ألف فرنك على أن يفتح محلا تجاريا، وتكون الأرباح مناصفة بينهم.

واستجابت السلطة الاستعمارية الفرنسية بتونس لوالديه وسمحت له بقضاء نصف شهر بتونس في رخصة مؤقتة من أجل عيادة والديه اللذين ساءت حالتهما الصحية، وارتحل من الجزائر في 13 ديسمبر 1926 إلى تونس. وبعد حلوله بتونس اكتشف الشيخ راجح إبراهيم طريقة مبتكرة لتكريمه من لدن إخوانه بتونس إذ بث فيهم دعوة لتقديم كتاب له مما صدر بمصر خلال السنة الأخيرة يحمل اسم مهديه وزاد على ذلك أن اختار نحو 150 كتابا من مكتبة السيد محمد الأمين، وحرر بها قائمة، فالإخوان يختارون من تلك القائمة ما يودون إهداءه له، وتشطب أسماء الكتب التي اشتراها الأحباب حتى لا يكون لديه ما هو مكرر، ولم تنقض أيام قليلة حتى كانت المائة والخمسون كتابا عنده، وزاد عليها عدد من الإخوان كتبا أخرى من خزائنهم الخاصة، فما رجع إلى الجزائر إلاّ وهو يحمل نحو المائتي كتاب.

وبعد أن قابل عددا من التجار وخاطبهم في أمر تزويد متجره الذي سمّاه «المستودع التونسي» أعلنت إحدى الجمعيات الفنية عن تمثيل رواية «أموزيس» بالمسرح البلدي يوم 22 ديسمبر 1926 وأراد شهود ذلك الحفل فذهب وجلس منفردا فوق كرسي من الطابق الأوسط، وما كاد الشعب يراه حتى تهاطل القوم مسلمين، ثم انقلب السلام هتافا، ورفع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015