أحمد بن عبد الله بن محمد القلشاني، أبو العباس، الفقيه المحقق، المشارك في علوم.
أخذ عن والده، وابن عرفة، وعيسى الغبريني، وغيرهم، وعنه القلصادي، وذكره في رحلته، وغيره. قال القلصادي: «ولم أر أعرف منه بمذهب مالك، ولا من يستحضر النوازل والأحكام مثله إلى أن قال:
حضرت عليه بعض تفسير القرآن، وجميع صحيح البخاري، وبعض صحيح مسلم، والرسالة والجلاب، والتهذيب، وابن الحاجب قرأته عليه مع التهذيب، وأجازني جميعها».
تولى قضاء قسنطينة سنة 822/ 1420 فبقي فيه زمنا طويلا، وفي مدته شرح ابن الحاجب الفرعي، ولما تولاه أوصاه والده فقال: أوصيك بتقوى الله سرا وعلانية، وأوصيك مع ذلك بآية وحديث أما الآية فقوله تعالى: {وَقُولُوا لِلنّاسِ حُسْناً} والحديث قوله عليه السلام: «حسن خلقك للناس يا معاذ بن جبل».قال وأوصى صديق صديقه وقد ولي أمر الناس بقوله: «صن أذنك عن أخبارهم تسلم من عداوتهم، وأوف لذوي الحقوق حقوقهم تستجلب مودتهم، وشاور ذوي العقل والدين يقل عتبهم عليك، وتجاوز عن جفوة ذوي الهفوة يقل ندمك، وتأن في