والاثنتان أعدهما تحت إشراف روجي أرنلديز ويبدو أنه في نفس السنة قام بتربص لغوي في الإنكليزية في مدينة كارديف من بلاد الغال، وخلال إقامته ببوردو نمى شغفه بالألسنية إذ إلى جانب الحظوة التي كان يلقاها هذا العلم عند البعض من رفاقه مثل خير الدين بن عثمان، فقد ساعده على طرق أبواب هذا التخصص دراسته لعلم الأصوات في اللغتين العربية والإنكليزية.
ثم بعد أن انتقل من بوردو إلى باريس قبل بنجاح في مناظرة التبريز للغة العربية في جوان 1958 وكان له نشاط سياسي في صلب المنظمات الطلابية المغربية، واتصال بالحركات التقدمية الفرنسية المتركزة أولا على الدفاع عن القضية التونسية، وقد كان هذا النشاط متجها في بدايته نحو الدفاع عن القضية التونسية لينتقل بعد عام 1956 نحو العمل على دعم التضامن مع الشعب الجزائري في نضاله من أجل الانعتاق والحرية.
ورجع إلى تونس في صائفة 1958 بصحبة زوجته جوليات وابنه فوزي الذي ما يزال رضيعا وهو يحمل في جرابه العديد من الشهائد ومزود بتجربة ثرية.
كان أحد العناصر البارزة التي تحملت عبء إقامة النواة الأولى للدراسات الأدبية واللغوية بالجامعة التونسية، وهو مثال الأستاذ الواسع الاطّلاع، وخاصة في الميدان اللغوي بما كان يتمتع به من تضلع في لغة الضاد، وإتقان للغات أجنبية متعددة.
وهو أستاذ محاضر في الألسنية بكلية الآداب وباحث بمركز الدراسات والبحوث الاقتصادية، وساهم في بعث مركز الدراسات والأبحاث الاجتماعية، ومؤسس قسم الألسنية به.
اختفى عن الوجود لعدة أيام وفي يوم الخميس 29 جمادى الأولى 1402/ 25 مارس 1982 وقع العثور على جثته في منطقة تاكلسة بالوطن