قال هشام، عن الحسن قال: بعث زياد الحكم بن عمرو على
خراسان فأصابوا غنائم، فكتب إليه زياد: أما بعد، فإن أمير المؤمنين
[قال] (?): لا تقسم بين المسلمين دينارًا ولا درهمًا. فكتب إليه: أما
بعد، أقسم بالله لو كانت السماوات والأرض رتقًا على عبد فاتقى الله
لجعل الله له من بينهما مخرجًا، والسلام.
وقال العباس بن مصعب: سمعت مشايخنا يذكرون أن الحكم بن
عمرو دفن في قيوده بحذا حمام أبي حمزة السكري.
وقال أوس بن عبد الله بن بريدة: حدثني أخي سهل، عن أبيه، أن
الحكم وجهه معاوية على خراسان فغنم غنائم كثيرة، فكتب
إليه معاوية: انظر كل صفراء وبيضاء فاصفها لأمير المؤمنين، واقسم ما
سوى ذلك في الجند، فجمع أصحابه فقال: ما ترون؟ قالوا: ما نرى
لمعاوية قبلنا حقّا. فكتب إليه: إني وجدت كتاب الله أحق أن يتبع من
كتابك وإني قسمت ما غنمت في الجند. فبعث إليه معاوية عاملًا فحبسه
وقيده، فمات في قيوده، فأمر الحكم أن يدفن فيها حتى يخاصم معاوية
يوم القيامة.
وقال (ابن) (?) وهب المروزي: سمعت عبد الرحمن بن رافع يقول:
قدم قرشي مع المأمون فنزل سكة خاقان، فمات له إنسان فبعث إلى
المقبرة فأبطئوا فقيل: حفرنا أربعة قبور فوجدنا في كل قبر عظامًا فحفرنا
الخامس فإذا شيخ عليه كفن أبيض لم يتغير منه شيء، فقام القرشي،
قال عد الرحمن: فذهبت معهم فإذا هو في قبره كأنه لم يتغير منه
شيء، قال الناس: هذا قبر الحكم بن عمرو صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.