فقام سفيان فقبل يده.
وقال يحيى بن يحيى: إن بقي أحد من الأبدال، فحسين الجعفي.
وقال محمد بن رافع: ثنا الحسين الجعفي، وكان راهب أهل
الكوفة.
وقال حجاج بن حمزة: ما رأيت حسينًا الجعفي ضاحكًا ولا متبسمًا
ولا سمعت منه كلمة رَكِن فيها إلى الدنيا، كان يقرئ يوم الجمعة، ولا
يحول وجهه عن المحراب.
وروى أبو هشام الرفاعي، عن الكسائي، قال لي هارون الرشيد:
من أقرأ الناس؟ قلت: حسين الجُعفي.
وقال حميد بن الربيع: أملى علي حسين الجعفي، فقالت امرأة:
أيش بدا للحسين حتى حدث؟ فقيل: رأى رؤيا كأن القيامة قد قامت،
وكأن مناديًا ينادي ليقم العلماء فيدخلوا الجنة، فقاموا وقمت معهم،
فقيل لي: اجلس لست منهم، أنت لا تحدث. قال: فلم يزل يحدث
في البرد والحر والمطر حتى كتبنا عنه أكثر من عشرة آلاف حديث.
وقال أحمد العجلي: كان يقرئ القرآن رأس فيه، وكان رجلًا صالحًا
لم أر رجلًا قط أفضل منه. روى عنه سفيان بن عيينة حديثين ولم أره إلا
مقعدًا كان يحمل في محفة حتى يقعد في مسجد على باب داره، وربما
دعا بطست فبال فيه، ويقال: إنه لم يطأ أنثى قط، ولا نحر، وكان
لبَّاسًا جميلًا، يخضب إلى الصفرة، مات ولم يُخلِّف إلا ثلاثة عشر
دينارًا، وكان سفيان الثوري إذا رآه عانقه وقال: هذا راهب جُعفي،
وكان من أروى الناس عن زائدة، وكان زائدة يختلف إليه إلى منزله
يحدثه.