حتى انتهت إلى أم سلمة، فقالت: قتل الحسين. قالت: فعلوها،
ملأ الله بيوتهم- أو قبورهم- عليهم نارًا ووقعت مغشيًّا عليها، فقمنا.
وقال حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، عن أم سلمة،
سمعت الجن تنوح على الحسين.
وقال عمرو بن ثابت: عن حبيب بن أبي ثابت، عن أم سلمة
قالت: ما سمعتْ نوح الجن منذ قبض النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا الليلة، وما أرى
ابني إلا قد قتل- يعني الحسين. فقالت لجاريتها: اخرجي فسلي،
فأخبرت أنه قد قتل، وإذا جِنِّيّة تنوح:
[1/ ق 187 - ب] ألا يا عين فاحتفلي بجَهدِ ومن يبكي على الشهداء بَعْدي
على رهط تقودهمُ المنايا ... إلى مُتَخيرٍ في مُلك عبد
وقال عطاء بن مسلم، عن أبي جناب الكلبي قال: أتيت كربلاء
فقلت لرجل من أشراف العرب بها: بلغني أنكم تسمعون نوح الجن.
قال: ما تلقى حرًّاْ ولا عبدًا إلا أخبرك أنه سمع ذلك. قلت: فأخبرني
ما سمعت أنت؟ قال: سمعتهم يقولون:
مسح الرسولُ جبينَه ... فله بريق في الخدود
أبواه من عليا قُريـ ... ـش جَدُّة خير الجدود
إلسري بن منصور بن عمار، عن أبيه، عن ابن لهيعة، عن أبي
قبيل قال: لما قتلوا الحسين احتزوا رأسه، وقعدوا في أول مرحلة يشربون
الَنبيذ، فخرج عليهم قلم من حديد من حائط فكتب سطر دم:
أترجو أمةً قتلت حُسينًا ... شفاعة جده يوم الحساب
فهربوا وتركوا الرأس، ثم رجعوا.