فحلفت بالعتق والصدقة لا تزوجه، ومات حسن وخرج بجنازته،
فوافى عبد الله في الحال التي وصف حسن. وكان يقال لعبد الله:
المطرف؛ لجماله، فرأى فاطمة حاسرًا تضرب وجهها، فأرسل إليها:
إن كان لنا في وجهك حاجة فارفقي به. فاسترخت يداها وعرف ذلك
فيها، فلما حلت خطبها فقالت: كيف بيميني؟ قال: لكل مملوك
مملوكان. وعوضها من ثمنها، فنكحته فولدت له محمد الديباج والقاسم
ورقية، فكان عبد الله بن حسن وهو أكبر ولدها يقول: ما أبغضت
بغض عبد الله بن عمرو أحدًا، وما أحببت حب ابنه محمد أخي أحدًا.
ثنا ذلك عمي مصعب، ويروى أنَّها اعتكفت على قبر
الحسن بن الحسن سنة، ثم تزوجت بعبد الله على ألف ألف. رواه
محمد بن حميد، عن جرير، عمن حدثه. قال الزبير: ثنا محمد بن
حسن، عن حسين بن زيد، عن زيد، عن مسلم بن يسار: "أن فاطمة
بنت حسين دخلت هي وأختها سكينة على هشام بن عبد الملك فقال:
صفي لنا يا بنت حسين ولدك من ابن عمك وولدك من ابن عمنا؟
قالت: أما عبد الله فسيدنا والمطاع فينا، وأما الحسن فلساننا، وأما
إبراهيم فأشبه الناس برسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شمائل وتقلعًا ولونًا، وكان نبينا -
عليه السلام - إذا مشى يقلع ولا يكاد عقباه يقعان بالأرض، وأما اللذان
من ابن عمكم فإن محمدًا جمالنا الذي يباهى به، والقاسم عارضتنا التي
يمتنع به. وقال الواقدي: حدثني عبد الله بن محمد بن أبي يحيى: "أن
عبد الرَّحمن بن الضحاك بن قيس ولي المدينة فخطب فاطمة بنت الحسين
فأبت وقالت: قد قعدت على بني هؤلاء فالح وقال: لئن لَمْ تفعلي
لأجلدن أكبر ولدك في الخمر. فبعثت تشكوه إلى يزيد بن عبد الملك
فتألم وغضب وقال: لقد اجترأ فمن يسمعني صوته في العذاب. وكتب
إلى عبد الواحد البصري: قد وليتك المدينة، فأغرم ابن الضحاك أربعين